Monday, February 12, 2007

كتبت هذا قبل رحيلي

اسمي الدناصوري-
آلوه
- مساء الخير
من فضلك فلان موجود؟
- لا واللهى يا فندم مين حضرتك؟
- أسامة الدناصورى
- مين يافندم؟
- أسامة الديناصورى
- هابلغه حاضر
- شكرا.
هذا مايحدث عادة عندما يرد علىّ أحد يسمع اسمى لأول مرة. ودائما ما أضطر لإلصاق هذه الياء الدخيلة بنونى الوحيدة. لم أكن ادرى إلى أى حد كان لقبى غريبا على الأسماع مما يستدعى أن أكرره مرة أخرى ، وأحيانا مرتين، مبطئا من نطقى له ومرخيا الحبل قليلا للألف الوسطى. خصوصا إذا كنت أمليه على موظف ما يجلس خلف شباك.
بل إننى أحيانا كنت أجدنى مضطرا لأخذ القلم من الموظف وكتابة اسمى فى ورقة جانبية.
وربما كنت أكتفى بالإشارة إليه بعد أن ينتهى من كتابته : - أرجوك حط ألف هنا (الدناااصورى) أو :- من فضلك (صورى ) بالصاد مش بالسين. وغالبا ماكان يحدث أن
يسمع أحدهم اسمى على أنه : أسامة الدمنهورى مثلا.
كل هذا ماكان ليحدث قبل أن أذهب إلى الجامعة وأترك قريتى (محلة مالك) التى كانت عائلتى(الدناصرة) تشغل نصف بيوتها.ولم يكن هناك الكثير من الأسماء التى تفوق اسم الدناصورى ألفة لدى أسماع أبناء محلة مالك بل وأبناء مركز دسوق قاطبة.
عندما التحقت بكلية (العلوم) والتى اخترتها بشكل عبثى ،وكتبتها فى دفتر الرغبات بدلا من كلية (دار العلوم)، والتى تراجعت عن كتابتها فى آخر لحظة، مصغيا إلى صوت غامض هتف بى: انج بحبك للشعر والأدب من مصير كهذا. وأظننى قد فعلت شيئا حسنا.
وأثناء وقوفى فى الردهة منتظرا سماع اسمى لتسلم بطاقتى الجامعيةوالاستمارة التى يتوجب على كل منا ملؤهالتحديد القسم الذى يرغب فى الانضمام إليه من الأقسام الثلاثة:
(جيولوجيا ، بيولوجى ، علوم طبيعية )، صاح الموظف: - اسامة الديناصورى.
فالتوت أعناق كثيرة لترى صاحب الاسم وهو يتسلم بطاقته من الموظف الذى كان هناك يلوح ظل ابتسامة على وجهه.
لاأنكر أنى أحسست بطيف من السحر مسنى وأنا أرى هذه الصلة العجيبة التى نشأت فى غمضة عين بينى وبين كائن عملاق وأسطورى كالديناصور. ولذلك لم أتردد وأنا أختار قسم الجيولوجيا لمعرفتى أنه يضم داخله علم الحفرياتPaleantology والذى تحتل فيه الديناصورات مكانا بارزا يتناسب مع أحجامهالا الهائلة.

أصبح الناس ينطقون اسمى : (الديناصورى) فلا أستوقفهم لتصحيحه، باختصار استمرأت الأمر وعشت عليه ردحا من الزمان.
وكانت سعادتى تكتمل عندما يسألنى أحدهم عن سر تسميتى بهذا الاسم الغريب، فأجيب مستفيضا:
إن السبب يكمن فى أن أحد أجدادى الأوائل اضطر إلى منازلة ديناصور هائج كان يغير على القرية كل ليلة ويخطف أحد أبنائها ، ليفاجأ الجميع بعظامه فقط فى الصباح.
كان الناس وقتها يعيشون فى رعب دائم كما كانو لايستطيعون النوم وهم يسمعون الخوار اللاهث للزاحف العملاق.
مما اضطر جدى للخروج إليه ذات ليلة ممتشقا رمحه الطويل ذا الرأس الحجرى المدبب.
وهكذا استحق جدى الذى عاد محمولا على الأعناق- وإن كان يقال أنه ظل محمولا على الأعناق بقية حياته- استحق عن جدارة لقب قاتل الديناصورات واختصارا : الديناصورى.
وعندما كان يستظرف أحدهم قائلا : ولكن العلم يخبرنا أن الديناصورات انقرضت من ستين مليون سنة ، كنت أجيبه: - أعرف ذلك ولكن مالاتعرفه أنت أن أسرتى العريقة تمتد جذورها إلى حقب الحياة الوسطىMisosoic وبالتحديد : إلى العصر الطباشيرى Jurasic Age
أيام كانت الديناصورات تبرطع هنا وهناك كالمعيز والكلاب الضالة.
كانت خرافتى هذه تعجب الجميع- رغم شيوع الشواهد العلمية التى تكاد تجزم أن عمر الإنسان فى أكثر التقديرات تفاؤلا لايكاد يتخطى بأى حال حاجز المليون سنة-
كما كانت تسكرنى برضى دفعت ثمنا له عاما كاملا من عمرى إذ أننى اكتشفت بعد عدة أيام من بدء الدراسة مدى صعوبة الاستمرار فى هذا القسم ومدى انفصالى عنه، فأوليت له ظهرى وانصرفت تماما إلى بذل كل ما أملكه من وقت وجهد فى نشاطات تتعلق بالشعر والحفلات وخلافه . وبالطبع رسبت فى كل المواد وكان تقديرى العام : ض ج أى لمن لايعرف: ضعيف جدا.
بمرور الوقت اكتشفت أن (الديناصورى ) ليس أسهل وقعا على آذان السامعين من (الدناصورى) فقط ولكنه أكثر جاذبية أيضا.
كان للأول على الأقل معنى ، عندما تتفكك فى الذهن علاقة النسب ويتضح جليا المنسوب إليه بحجمه الهائل.
أنا - أقول هذا لمن لم يعرفنى بعد- شاعر، تنشر قصائدى بين الحين والحين فى بعض الصحف المتخصصة. أحرص دائما على كتابة اسمى فى ذيل القصيدة كما هو (أسامة الدناصورى) ولكننى دائما ما أجد ( الديناصورى )منشورا بدلا منه.
لكن أكثر ماكان يحبطنى هو تلك النظرة الواسعة التى تنطوى على المفاجأة مع بعض من فشل التوقع مصحوبين بابتسامة ماكرة تنبىء عن كم لابأس به من المرح فى عين محدثى
الذى قرأ اسمى من قبل وهو يرانى للمرة الأولى قائلا:
- لقد كنت أتصورك - فى الحقيقة - أضخم من هذا بكثير.
ذات يوم من تلك الأيام التى خلقها الله لتنجلى فيها الحقائق. كنت صاعدا لملاقاة صديقى حسن فى أخبار الأدب . وعند مكتب الأمن سألونى عن اسمى ليبلغوا حسنا بقدومى
- أسامة الدناصورى
- الدناصورى؟ يا أهلا وسهلا ، يا سيد ، تعالى فيه هنا واحد قريبك.
وجاء سيد ، كان رجلا طويلا عريضا أسمر اللون فى اعقد الخامس من عمره.
نظر فى بطاقتى وقرأ الاسم كاملا: (أسامة بهى الدين عبد العزيز الدناصورى)
-الأستاذ منين؟
- من دسوق ، محلة مالك
- آآه أهلا وسهلا ، محسوبك ( سيد عبد الرحمن الدناصورى) من دناصور
- منين؟
دناصور ، منوفية ، بلدك، المفروض تشرفنا وتتعرف على أهلك وأرض أجدادك.

أسامة الدناصوري
مواليد 1960
بكالوريوس علوم البحار من جامعة الإسكندرية سنة 1984
له أربع مجموعات شعرية بينها ديوان بالعامية المصرية وهي:
اشف الجهم (دار مصرية)1991
مثل ذئب أعمى (طبعة محدودة)1996
على هيئة واحد شبهي(عامية -طبعة خاصة)2001
عين سارحة وعين مندهشة(دار ميريت)2003

توفي 5/1/2007م
أثناء غسيل الكلى

وهنا مختارات من شعره:

مرآة الشاعر

أيها الشاعر:
انتبه
هل ستخرج على هذه الصورة؟!
هل ستخرج من وكرك قاصدا المدينة هكذا؟
ألن تنتهي أولا من القصيدة التي بدأتها لتوك؟

أنت أيها الهارب..
من تظن نفسك؟
أتظن أنك قادر على الفرار، ثم الفرار،
هكذا إلى الأبد!

أيها الأحمق
ألا ترى !
هناك شيء ما يطل من بين جنبيك
ياإلهى!
إنه حي، نابضٌ، زلقٌ، رخوٌ، دافىءٌ
يخفق لامعا في الضوء
ألا تشعر حتى بقليل من الألم!!
يالك من مسكين!

خذني معك إذن أيها الشاعر
سأدور خلفك من مقهى لمقهى
و من شارع لشارع
لألملم تلك الزوائد الروحية
التي تتساقط من جسدك على الأسفلت

سأملأ لها وعاء عميقا من دمى
وأدعها تسبح أمام عينيّ
كسرب صغير من الأسماك

إنني أبكى لأجلك أيها الشاعر
أبكى..
لكنني أقسم أنك لو عرفت حكايتي
لبكيتَ أنت.

ذكريات

عِوضاً عن لعبة التذكّر
والحنين .. الدامية المملّة

بدءا من الليلة..
سوف أحلم بكِ ..

ها هي تأتى من بعيد
سابحةً نحو ى بعزم وإصرار
سمكة القرش المختالة الرائعة..

لا..
?بل سمكة أبو سيف
شيطان الماء العابس
بحربتة المشرعة..

آآه
ها أنا مخترق من صدري مرة أخرى
أشق بظهري الأمواج
مخلفا نهيرا صغيرا من الدماء.

ثم..
ها هي القروش النهمة..تتكالب لتبدأ الوليمة.
ياإلهى.
حتى في الحلم
.تطاردني
نفس الذكريات ؟؟

أخوّة

قال لها:
-اطمئني
لا حب ولا رغبة
بدءا من الآن
نحن أخوة في الدم
"محارم"
باختصار:
أنتِ علىّ كظهر أمي

قالت:
-حسنَ
وسكتت قليلا ثم قالت:
-والأخوة عادة لا يحبوننا...
فضلا عن أنهم لا يرغبون فينا.

-بل أحيانا يكرهوننا
-حقا..
لكنهم فجأة يوجدون وقت الشدة
-نعم..
لكن لا تنسى
أن الأذى لا يأتي أحيانا من أحد سواهم
هم وحدهم
....

ومضى..

كان كمن يتعلم المشي
واختفى في أقرب زاوية


كانت تجلس مازالت
تحدق ذاهلة في أثر خطواتة
لم تكن تعرف حقا..
هل كان يتوجّب عليها أن تكون الآن..
سعيدة..أم تعسة.
سنتمنتالية

كنتِ ستموتين بين ذراعيّ
أليس هذا ما اتفقنا عليه ؟
ماذا أصنع إذن بأقراص الفاليوم
التي اشتريت لكِ منها علبة كاملة ؟
هل أبلعها أنا!

لقد تبدلتِ سريعا
أصبحتِ فجأة تتشبثين بالحياة
يا للعجب
..ألحياة!!

أليست هي النفق المعتم الكئيب
ورحلة العذاب المتخبطة التي لاتتنتهى؟!

ثم ماذا سأصنع الآن
بالقصيدة التي أعددتها لرثائِك؟

هل تسخرين منى ؟

لن أغفر لك ذلك أبدا
....

لكن الآن
ما العمل؟
بعد أن رتّبت حياتي المقبلة بالفعل؟

حياتي!!
..لقد أطحتِ بها بضربة واحدة خرقاء

كنت أوشكت على توطيد علاقتي بمحل الزهور
من أجل أن يخصّني بأجملها
وبسعر مناسب
حتى يتسنى لي الرحيل إلى قبركِ كل أسبوع
وفى يدي هدية جميلة

إن قلبي منذ الآن يدق بعنف
كلما مررت بشارع صلاح سالم
وحنين جارف يقودني دوما إلى البساتين
حيث مقبرة العائلة

والبارات:
أجل..
عثرت أخيرا على واحد هادئ وقديم
نوافذه عالية
وحوائطة الخشبية صفراء
..لأذهب إليه كل ليلة
وقد حددت المنضدة المنزوية
التي سأقضى عليها بقية أيامي
أشرب..وأدخن..وأبكى
وسيغدو بإمكان الشعراء الشبان
أن يشيروا إلى دائما:

"إنه السنتمنتالي المتوحد الحزين"

أيتها الجبانة
لقد أفسدتِ كل شيء

من ديوان عين سارحة وعين مندهشة(دار ميريت)2003

أربعة سيناريوهات لمشهد واحد

لماذا تشعر بالوحدة ..
ولديك سرير بهذا الاتساع ،
وعلى مرمى بصرك ..
سماء واطئة من الجير ،
تتجول فيها بعينيك السارحتين ،
لتكتشف - ما شئت - من بورتريهات ناقصة
لغرباء مسالمين
وحروب صامتة لا تنتهي ؟.

لماذا تشعر بالوحدة ..
وبإمكانك تمضية الليلة بالحمام
تصفق قبيل اندفاق البول من مثانتك
ثم تنحني متأملا الرغوة الكثيفة
لتفكر في أول كأس شربته من البيرة
وأول يد عمياء أطبقت على قضيبك
لتدكك فيه
عصا بلاستيكية طويلة
غير عابئة بصراخ طفولتك؟!

لماذا تشعر بالوحدة
وبإمكانك الليلة أيضا
فك الأحزمة المربوطة بعناية
حول ملفاتك المتورّمة
وليحتقن هواء الغرفة
بروائح نفاذة
.. لأزمنة غابرة ؟!

لماذا تشعر بالوحدة إذن
وها أنت تسعى بدأب - عبر الصالة الفسيحة -
ما بين الشرفة والعين السحرية
وفى منتصف الصالة تماما
وبعد أن تترنّح قليلا
بإمكانك أن تنطرح على ظهرك
مفر شحا ساقيك وذراعيك
وبعين حجرية
تصوب نظرة دائمة إلى المصباح المتدلّي من السقف
وبقليل من الإنصات
بإمكانك أيضا التسلي
بملاحقة دقات ساعتك الخافتة

مارس92

أفراح البيرة

لكم هسيس النار في رئتىّ
والرائحة الكريهة لغابة صغيرة تحترق.
ولى..
شبق ماجن يجدف بي دائما نحو دمكم.
صديقي الذي ظل طوال عمره متخفيا وراء قامته
والذي أطلق على نفسه:"الفحل الرومانتيكي"
إمعانا في التخفي
صارحنا أخيرا
أن له أختا سرية لم يعلم بها أبواه
وانه جني فاسق وعربيد لا يقارن

وبكى حين تذكر كيف كان الله يجره من قفاه عنوة -كل جمعة-
إلى الحلاق
ثم أخذ يدبج النكات اللاذعة للنيل منه
واكتشفنا نحن:
أنه طوال الوقت كان نبيا
لكنه جاهد كثيرا في إخفاء علاقة شاذة
كانت تربطه بالرب.

صديقي الطيب:
سنقيم قريبا أفراح البيرة
وستسمعني كلاما كثيرا عن أفخاذ النساء
وأثدائهن الممتلئة.

كان يزورني في نزلي الدائم بالمستشفى
وفى طلعته...
ينطلق بولي المحتبس وتهدأ كليتاي.

لم أره مطلقا بلباسه العسكري.

جاءت مرة معه وذهبت
وحدثني أنها بكت كثيرا ذلك اليوم.

وجدت مؤخرا أنني كنت أحبه هو.
وأنني كنت أقشر له البيضة كل صباح
لكنها كانت أوسع من فمه وأقسى من هشاشة أسنانه.

ولأنه أخفى علىّ جوعه
ظل جوفه فارغا طوال الوقت
إلا منى.

أقوال مأثورة
عن يوميات القديس / بشير السباعي

النساء يا صديقي
محض شائعات يتورط الغيبيّون في تصديقها
بل يصل الأمر بالبعض حدّ الزعم :
أنهم يرونها ,
ويكلمونها ,
ويجالسونها ,
و .... ,
و ..

مارسنا, فرجل عاقل
ملحد..
إلا بما تدركه حواسي
وهذا يحصّنني بما يكفى
لئلا تنخدع عيناي بخيالات زائفة .

واغلب ظني :
أنها بقايا أساطير بالية
وديانات تنتمي لحضارات مندثرة.
.. .. ..
.. .. ..
النساء ؟!

كفى يا صديقي ..
أرجوك .

ديسمبر 92

العربة الحمراء

عربة صديقي حمراء وتشبه الخنفساء تماما

عربة صديقي الحمراء الجميلة التي تشبه الخنفساء
لها بابان اثنان ,
وفتحة رائعة في السقف
وبداخلها علّقت عروس صوفية غزلتها زوجته .

زوجة صديقي التي تجلس دائما بجواره
بينما أجثو أنا على المقعد الخلفي
متشبثا بعروستي الصوفية ،

يالعربة صديقي الجميلة الحمراء !!
لكم حملت كثيرا أن أقودها
ولو مرة واحدة

أكتوبر 92
اللعاب المر

وحدي أسير الآن على الشواطئ وقرب المتنزهات
أحك الهواء بصدري العاري ..
لأجلو الصدأ عن أحضاني

أجلس في البارات وحدي :

قافلة من النساء, انزلقت عبر ثلاثين عاما
من بين زراعي ّ.

في شقة صديقي
لهوتُ مع إحداهن في البانيو
لاعبين معا أين تختبئ الصابونة )

صديقي الذي لم يكن قد مضى على زواجه أكثر من ثلاثة أسابيع
أخذ ينقل عينيه بين زوجته وفتاتي
ثم غادرنا ساهما .

حرنت ( نانا ) أمام سرير الزوجية
المطهم بالساتان الوردي
يومها:
سلخ موكيت الأرضية ركبتي ّ.
.. .. ..
.. .. ..

لكم راودني كثيرا حلم طاقية الإخفاء
لا لأسطوَ على خزانة بنك
ولا لأتلصّص على ما يقوله أصدقائي عنى
عقب رحيلي

فقط : لأطمئن على صمود وجه ( عفاف )
.. أمام التجاعيد
وهل تهدّل ثدياها كثيرا بعد طفلها الثالث .
ولأقف قريبا من تفاصيل الوقت الذي تمضيه
في الحمّام
.. .. ..
.. .. ..
وافقت ( زوزو ) أخيرا
على التجرد من ملابسها تماما
بشرط إطفاء النور.
لكنني غافلتها
وظللت محتفظا بفانلتي , متعللا بالبرد
خشية أن تطلع على حقل البثور الحية الذي يرعى في ظهري.

.. .. ..
.. .. ..
وهكذا
وبعد أن ألقم على عجل أخر كأس
للصيف القابع في أحشائي :
أصرخ محذرا النادل الأخرق الذي يهم بكنس طاولتي
وأنا التقط بأطراف أصابعي فتياتي الثلاث
ممررا إياهن ببراعة حاوي من خلف نظراته
لأسجيهن برفق في جراب سرى لصق القلب تماما.

تقفز في مخيلتي
الصورة الدائمة,
لسرير فارغ. يطفو كقارب ضال ,
وسط بحيرة تموج بسوائل مالحة ,
ويفيض على حوافها
.. لعاب مر.

ديسمبر 92
من ديوان : مثل ذئب أعمى

3 comments:

nour said...

الله يرحمه:(((((((((((
الله يرحمه الله يرحمه
شعره...جامد اوى
و اسلوبه كمان
الله يرحمه

prince4ever said...

رحمة الله عليه
بجد خساااااااااااره كبيره للشعر العربي
تاخير سنتين عن العزاء الواجب لفقيد الادب الرائع
الله يرحمه

Mohamed Emad Hegab said...

استاذي و معلمي و ابي الروحي ...رحمك الله يا حبيبي